كان لقمان عبدا من الحبشة ، وقيل من النوبة بمصر ، وكان حكيما ، كثير الصمت ، دائم التفكر ن طائعا لله - تعالى ، فوهبه الله الحكمة والعقل ، وكان قبل ذلك يرعى الغنم ، وفى يوم من الأيام ، قال له سيده : (( اذبح لنا هذه الشاه فذبحها )) .
فقال : (( أخرج لنا أطيب مضغتين فيها . فأخرج اللسان والقلب ، ، وبعد ذلك بفترة ، قال له صاحبه : (( اذبح لنا شاة )) ، فذبحها ، فقال : (( أخرج لنا أخبث مضغتين فيها )) ، فأخرج اللسان والقلب ، فتعجب سيده ،
وقال له : (( سألتك أول مرة أن تخرج أطيب ما فيها ، فأخرجت اللسان والقلب ، وفى الثانية سألتك أن تخرج أخبث ما فيها فأخرجت اللسان والقلب ؟!
فقال لقمان : (( انه ليس شئ أطيب من اللسان والقلب اذا طابا ، وليس أخبث منهما اذا خبثا )) .
وقيل ان لقمان أصبح فيما بعد قاضيا حكيما ، فجاءه رجل ، وقال له : (( أنت لقمان ؟ )) قال : (( نعم )) .
قال : (( أنت راعى الغنم ؟ )) قال : (( نعم )) . قال : (( أنت الأسود ؟ )) قال : (( سوادى ظاهر ، فما الذى يعجبك من أمرى ؟ )) فقال : (( التفاف الناس حولك ، ورضاهم بقولك )) ، فقال لقمان : (( هذا ، لأنى أغض بصرى ، وأكف لسانى ، وأعف طعامى ، واحفظ فرجى ، وأتكلم بالصدق ، وأوفى بالعهد ، وأكرم ضيفى ، وأحفظ جارى ، وأترك ما لا يعنينى ، وقد ذكر الله لقمان فى القرآن الكريم ، وسميت سورة باسمه ، وهى سورة لقمان .